نشر التدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة القادسية الدكتور حليم هاتف مقالا نقديا بعنوان جندرة المرأة في عرض ماريا زيتون (marIa zaitun) العرض المسرحي الأندنوسي
وتناول المقال بدايات التكوين وثنائية الظل والضوء تحددت بايولوجيا.. انثربولوجيا.. سايكولوجيا لكون الضوء معني بالفحولة وحضور الذكر. وتشكل مفهوم الفاعلية داخل المجتمع بهذا الذكر . يقابله مكان /ظل . او جغرافيا الفعل الانثوي والتي تحددت وفقَ مكانة المرأة عبر التاريخ لتستكين في هذا الظل .. وتمازجت ثقافة الفحولة بثقافة القيم الاجتماعية التي لازالت راسخة في الوعي الجمعي للكثير من مجتمعات اليوم ويحتضنها المخيال الذي تقنن لينتج ما يتسمى بالفكرة المهيمنة .. فالمرأة تابع والتابع بحسب ( سبيفاك) هامش/ مسلوب الارادة/ كينونة معطلة / ذات مركونة لها اداءات مختصرة بفعل الايديولوجيا الذكورية متعددة السلطات سياسية / اجتماعية / عقائدية / البين ذاتية . ذات المرأة والذات الاجتماعية الفارضة لفكرة التعطيل المدعومة بكل تلك السلطات.. وبالمقابل ناضلت المرأة لتثبت ذاتيتها المرحلة الى مناطق الافول داخل الحضارة الانسانية.. وتكميمها بنقوصات بايلوجية.. ازاحتها النسوية المعاصرة ومابعد النسوية والجندرية.. لتصارع النساء من اجل ابعاد تلك المفاهيم الراسبة في التشكيل الانثربولوجي للمجتمع.. ولكن ذلك ليس نهائيا.. فلا زالت مجتمعاتنا تعاني من تلك المفروضات اللا إنسانية التي تطيح بحضور المراة الاجتماعي..
أعتمد العرض المسرحي الاندنوسي ( MARIA ZAiTUN) ( ماريا زيتون ) على الاداء الجسدي للممثل رغم اشتباك تلك الاداءات مع الكلمة المنطوقة والصورة وهذا ما يؤكد هجنته الادائية من خلال الامتزاج او الاختلاط الحر بين تلك الاداءات ..
انها لغة الجسد التي قسمها ( رولان بارت ) الى عدة اقسام منها ..
١. الجسد الانثروبولوجي الذي يتحول عبر التاريخ وحسب المجتمعات
٢. الجسد الديني الذي يقيم صلة مع المقدس ..
٣. والجسد الجمالي
والجسد الجمالي قطعاً هو الموضوع الاساس في لغة المسرح التي تؤكد ان الجمال اساساُ منطلقاً لها وفي العرض المسرحي ( MARIA ZAiTuN ) ( ماريا زيتون ) يتناول المخرج موضوع الخطيئة الني ارتكبتها ( ماريا ) من خلال تأكيده على تلك الاشتغالات التي جاءت عبر مفاهيم ( بارت ) وقد تجسد ذلك من خلال الاشتغالات الجسدية التي تمثلت بكل انواع السلطة التي مورست بالفعل الجسدي على بطلة العرض ……. متخذةً من الدين والمجتمع والاعراف والتقاليد سلاحاً في التسلط على الأنسان ،، فالاشكال الجسدية الغروتسكية التي شكلت نقطة الصراع مع الخطيئة التي ارتكبتها ماريا هي سلطة مجتمع وسلطة دين على الرغم من التطور التكنلوجي الذي يشير له المخرج عبر الصورة الخلفية المتحركة التي فكت لنا شفرات ورموز ودلالات ايحائية لتلك الخطيئة بشكلها الواضح الا ان المجتمع لم يتغير ولم يتعامل مع المرأة الا بكونها دنس وعورة .
جاء الاداء الجسدي للممثلة متناغماً مع ماطرحة المخرج من دلالات بصرية وذلك من خلال اعتماده على الصورة الخلفية المتحركة والتي شكلت عدة دلالات وفق ثنائيات ( الموت والولادة ، المقدس و المدنس ، الشفقة والخوف ) وكذلك اداء الممثلين الذي تناغم هو الاخر مع الطقس الكهنوتي الذي هيمن منذ اللحظة الاولى في رسم جو العرض المتمثل بالتراتيل التي يرافقها الرقص والحركة والصورة ،انها لغة الجسد حين يتحول الى باث ومرسل الجسد الذاتي الذي يصدر لنا كل المعاني والرموز والدلالات من خلال الحركة والايماءة ، كما لابد من الاشادة بموسيقى العرض التي جاءت هي الاخرى مكملة لجماليات الاداء الساحر الذي تجسد لدى كادر العرض وهم يتفانون من اجل رسم الجمال بلغتهم الجسدية على قاعة المسرح القومي ..



- مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 2021





